Wednesday, April 15, 2009

التفكير خارج الصندوق




الاولى : إدمان العمل




"انا ممكن اقعد اشتغل 20 ساعة , بس نسكافيه كل ساعتين ابقى زي الفل"



جملة صعقتني وانا جالس بالكافيه اشرب عصير البرتقال مع السلاطة مستمتعا بالتغير الجديد في حياتي. ايقنت بدون التفات صدورها (الجملة) من شابة في اواسط الثلاثين او على اعتاب الاربعين غير متزوجة.
احد أسباب الهروب الى العمل او ادمانه ان تكون خالي الروح, وخواء الروح احد اسبابه الا تمر بتجربة الزوا ج حتى لو فشلت, طبعا انا اتحدث عن عوام الناس, العادين الرائعين من الناس وليس المختلفين المتطرفين.
لا يعنيني ان يكون السبب عدم الزواج او عدم السعادة عموما او هوس بالعمل او اعراض ديكتاتورية مبكرة او قصور ترغب في جبره.
ادمان العمل ليس الزيداة في العمل نتيجة طموحك الزائد مثلا, او رغبتك في اثبات وجودك , الادمان ليس مجرد المزيد من الشئ وانما هو "فقدان السيطرة على شئ للدرجة التي بها يضر بنواحي اخرى في الحياة "
تختلف أسباب ذلك الإدمان مع ثبات أعراضه فمثلا اذا كان نابع من " هوس الكمال " والاحتياج للسيطرة وان يتم العمل بكل دقة حتى التفاصيل والإيمان ان الأمور لن تسير الا بهذا الشكل وتدخله الشخصي والسيطرة التامة . وأكيد أن هذه المحاولات للسيطرة التامة تنتهي دائما الى فقدان السيطرة الكاملة "
وأكيد أن أعظم مثال على ذلك تجربة الرئيس عبدالناصر وتتطور إدارته لمصر الى استعمال التقارير والعمل 20 ساعة يوميا وهذه المحاولة للسيطرة أنتجت 67 .
وفي نماذج اخرى للإدمان نجد أن المدمن ماهو الا مساعد او سكرتير من كونه لمسيطر اكبر اومدمن آخر, ولكن وقوعه تحت امرة النموذج الاول وعدم التفريط في عدم رضائه وتملقا يجعله يفعل الشئ نفسه, هذا اذا زاد على ذلك الإعجاب بين المساعد(ة) والرئيس, وساعتها تنحصر انتاجيته بتهيئة الامور للرئيس ومساعدته في ادمانه.
وهناك نموذج اخر يتمثل في الرغبة في المكوث في مكان العمل وليس القيام بأي أعمال, مجرد المكوث في محيط العمل لكي يعطي انطباع داخلي انه يعمل حتى وان كان العمل اجتماعات او مجرد تنظيم أوراق او مراجعة ايملات , او تأجيل العمل الى ما بعد الانتهاء من المواعيد الرسمية لان بيئة العمل واهميته الممنوحة له من العمل تشبع ذاتيته وتحسسه بكيانه.
ادمان العمل ليس موضوع جديد ولكن رفضه هو المطلوب, لان الادمان نابع من نقص او احتياج متطرف لابد من اشباعه.
اشباع الاحتياج المتطرف نتيجته غير محمودة , وهناك الكثير من الدراسات على ذلك في كل البلاد المهتمة بالادارة والتخطيط , وعلى من يريد الاستزادة ان يبحث في المكتبات والانترنت على ذلك. وعلى النقيض فالذي يستطيع ان يفوض ويدير الاعمال بصورة عادلة وسطية والحرص على عدم التدخل في كل شئ , والثقة في الاخرين سواء مساعدين او زملاء او مرؤوسين هو المطلوب وهو المنتج اكثر.
والمدمنون للعمل او الفاقدون لاي اهتمام اخر في الحياة ولا يجد نفسه ولا يحس بقيمتها الا في الاوامر والترهيب والسيطرة ة ودواليب العمل مرضى نفسيين . ينضم اليهم العابد لمديره والذي يجعل رئيسه محور الكون ولا يتنفس هواء الا الخارج من رئتي مديره او رئيسه .
والمجتمعات لا تبنى على اكتاف مرضى نفسيين مهما اعجبنا بهم, فانهم ممكن ان يقوموا بثورات (اتقلابات )او ينشئوا إدارات جديدة وينجحوا لفترة معينة , انما الحياة لا تريدهم وادوارهم غير مطلوبة لمن يريد النهضة وتنمية مستدامة . وان الاشخاص الذين رفضو ذلك الادمان حققوا نتائج مرتفعة في شعورهم بسلام داخلي وتمتعهم بصحة بدنية وعقلية جيدة.كما أعربوا عن رضاهم عن عائلاتهم وهو ما ينعكس على علاقتهم الجيدة بزوجاتهم أو أزواجهم وأطفالهم, وبالتالي مجتمعهم, وهؤلاء هم ما نسميهم مواطنون صالحون او نعطيهم مصطلح انسان .

2 Comments:

At 6:44 AM, Blogger vampire said...

raw3a ya Ahmed , I'll begin to watch my self more :)

Ashraf Hosni

 
At 2:55 PM, Blogger Ree said...

I liked the article specially when you said "that addiction is not doing something too much but it's losing control in away that affects your life in different aspects"
it's sooo true and I've seen many examples at work men and women, married and not married soo addicted to their work staying late after working hours, taking work home, working on vacations, they even work on their HONEYMOON (I've seen it myself) can u believe it???

You also mentioned that single people always substitute emptiness inside them with work … true, but I think sometimes byb2a el3aks, workaholics forget all about their social life they don't have time to see their parents, relatives & friends mabalak bwa2t lelgawaz., sometimes I think they even don’t have the time to think about it.

And for those who are married they got married very young in college masalan and now they are having someone else raising their children and taking care of their home.

Anyway there is nothing better than being "wasat" I mean to have the Work - life balance.

 

Post a Comment

<< Home