Monday, December 11, 2006


بيتزا صيامي
هذا جزء من قصة كتبتها من يريد باقي القصة يبعتلي على التعليق

- شبرا
هكذا صاح على صبي القهوة الذي اعتاد ان يجلس عليها عندما يتلمس السكينة بالقرب من المشهد الحسيني رغم ان هذه المرة لا يبحث عن السكينة قدر مايبحث عن الهدوء لكي يستوعب اليومين الفائتين وما مر به من أحداث وموافق هزته .
- اهلان يا فنان هكذا رد عليه شبرا
- فنان ايه اللي انت معلق عليها دي.
شيشة للفنان والشاي الكشري السكر العالي
قالها وهو يذوب بين مرتادي قهوة ولي النعم بدون ان يجيبه
كانت عادته عندما يمل من جلسته وحيدا في المقطم ان يقود سيارته عبر طريق صلاح سالم الى المقابر بمحاذاة سور القاهرة القديم حتي بوابة الفنتوح ويمر بسيارته عبرها في نصف دقيقة ولكن يشعر بعدها بالفخر لان عمره زاد تسعمائة سنة فوق عمره يمر بعدها عبر سوق اللمون الى ان يصل الى منتصف شارع المعز لدين الله فتكون تلبتسه تماما روح قاطني هذا الشارع فيصف سيارته جانب الرصيف قبل ميدان المشهد الحسيني ويرتجل الى أن يصل الى ساحة المشهد فينعطف شمالا محاذي فندق الحسين والدهان القديم وباقي المقاهي التي تطل على المشهد ولا يحب الجلوس عليها لأحساسه انها مقاهي للسياحة فيتجه يسارا حتى يجد مقهاه المفضل ولي النعم .
باستطاعته ان يختصر كل هذا الطريق مرتجلا ويدخل بين الازقة ولكنه دائما مايفضل هذا الطريق لاحساسه ان كل خطوة تزيده قربا والتصاقا بروح المكان خصوصا ان اعتياده هذه الساعة المتاخرة قبيل الفجر في قدومه تجعل تلبس الارواح امرا سهلا.
اعتاد شبرا ان يراه ويرحب به دائما بكلمة فنان وعندما يراجعه كان يؤكد له دائما بلهجته العامية" وعهد الله انت فنان يابيه حتى لو ماكنتوش بترسم او بتكتب شعر او قصة زي عمنا نجيب محفوظ بس فنان ...روحك روح فنان بقعدتك وكلامك وتشيشك ونظرتك وسرحانك ..."
هذه الجمل المكتملة في ذهنه الان سمعها من شبرا على مدار ساعتين لطريقة شبرا الفريدة في التعامل مع اصدقائه من مرتادي المقهى باجابة اسألته له عندما يمر عليه وهو في طريقه لتعوصيل طلبا ما بالقرب منه وليس بإجابته وهو واقفا أو عندما يسأله السؤال مباشرة فشبرا ليس عنده رفاهية الوقت للتواصل مع اصدقائه , فلذلك أخترع هذه الطريقة وكثيرا ماتعجب هو من حضور ذهن شبرا في الردود حتى اذا تحدث مع اكثر من صديق له فدائما عندما يمر عليه يلقي له بسؤال او اجابة لسؤاله وهكذا الا ان يطلب شيئا لشرابه او تغيير حجر لشيشته .
هذه الطريق المرهقة له كانت تمنحه الفرصة لكي يذوب في افكاره مرة بعد مرة.
بجلسته على الرصيف المقابل للمحل الاساسي للقهوة وليس داخل القهوة او الرصيف المكل الذي يقططعونه من الشارع يكون كالمراقب والمتفرج و ليس المشارك في عالم ولي النعم كأمثاله من الكثيرين الذين بفضلون المشاهده على المشاركة والذين تعرف عليهم من مدوامة الجلوس بهذه الطريقة.
لمح شبرا مارا فقال له" الشاي يا شبرا ".
- وعاندك تاني كشري سكر عالي للفنان.
- وأعقبها بندائه المعتاد "أيوه ركن العائلات في ولي النعم " وهي الصيحة المشهور به ولا مانع أيضا من ان يغمز لفتاة مصرية مرت به من جيران القهوة ليتودد لها .
يفعل ذلك بكل زهو وابتسامة مرحة لا تفارقه
لمحه مرة اخرى فقال له " ايه شاي كشري دي يا شبرا"
- يابيه ده اللي انا اتعلمته من معلمي واللي انا حاعلمه للي بعدي . قالها وانطلق
وفي المرور الاخر قال له " أيه يعني اللي أنت اتعلمته وبتعلمه انت حاتشتغلني دول شوية ميه على شاي ناشف "
ضحك له شبرا اكثر وقال " يا بيه اللي اتعلمته مش شوية ميه على شاي اللي اتعملته......." . وسكت عندما لمحه ينظر باتجاه فتاة من البائعات المتجولات في ازقة وشوارع الحسين .
من اول نظرة لتلك الفتاة لمح الحسنة المطبوعة على خدها الأيمن في نفس موضع فتاته وأندهش كيف تملك هذه الفتاة العزة واليقين والنفس الهادئة الواضحة في نظرات عينيها ولا تملك فتاته نفس تلك النظرة بل تفيض بدلا منها نظرة عدم أمان وكبر وتشتت .
تذكر سوء تصرفه مع شبرا عندما مر مرة اخرى مناديا "ايوه ركن لعائلات "
فسأله بود واضح
- ها ماقلتش بأه ايه الل انت اتعلمته" .
فرد بثبات
- اتعملت أمتى اسكت وأمتى أكمل كلامي
- شبرا انت زعلت
رد ضاحكا
- انا ازعل منك .. يا بيه انت فنان و انا اتعملت كمان أزاي اكلم دماغ كل واحد .

نفث اخر نفس من شيشته ثم ذهب الى عم سمير ليطلب الحساب
- خليها علينا المرة دي يافنان
- انت كمان يا عم سمير
- والله خليها علينا.
فاتى شبرا مسترسلا " وضيف تمن الدرس الخصوصي يا عم سمير"
لم يتوقع او ينتظر ان يتعلم شئ جديد يعد رحلةالاسكندرية ولكن شبرا أ ضاف اليه تتمت دروسه فاحس بتعب نفسي عقلي شديدين واحس ايضا باحتياجه لعزلته في المقطم ولكن ما ان وطأت قدماه ساحة المشه دفي طريق العودة حتى أتاه صوت المؤذن لصلاة الفجر وكأنه يناديه هو مفردا الى الصلاة.

4 Comments:

At 6:03 AM, Anonymous Anonymous said...

ممكن يا فنان تبعتلي باقي القصة

 
At 1:39 PM, Blogger واحد من الناس said...

ارحميني يا شيرين

 
At 2:12 AM, Anonymous Anonymous said...

Pasha, send the rest of the story..

 
At 2:40 AM, Anonymous Anonymous said...

You said:"كانت عادته عندما يمل من جلسته وحيدا في المقطم"

tayeb 3ady 3alina, wenta men 2emta beto3ood wa7ed fi el mokattam, 2edena telphone...

 

Post a Comment

<< Home